هل تقصر صلاة الجمعة للمسافر بصلاة العصر، خاصة وأن المسافر قد لا يتمكن من أداء الصلاة في وقتها بسبب الحوادث والمصاعب التي يتعرض لها؟ إلا أن صلاة الجمعة من الصلوات التي حث الإسلام الناس على الالتزام بها، لذا يجب كتابة مقال عن حكمها. اجمع هذه الصلاة مع غيرها.

القرار بشأن صلاة الجمعة

صلاة الجمعة هي صلاة جماعية يؤديها المسلمون في الظهر “د” وبعد الركعة الثانية سورة “المنافقون” أو بعد الركعة الأولى سورة “المنافقون” وبعد الركعة الثانية سورة ” الغاشية “للتلاوة”.

ويشترط أن تكون الصلاة مسبوقة بخطبتين، يبدأ الخطيب بخطبة الجمعة الأولى، ثم يتوقف قليلا، ثم يقف للخطبة الثانية. وقد بين العلماء أن صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم مقيم، صحيح، بالغ، قادر على الاجتهاد فيها، ولا عذر له في تركها ما دام سمع النداء، أو علم بدخول وقت الجمعة.

وقد جاء وجوبه في قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاجتهدوا في ذكر الله واتركوا البيع إن ذلك منكر”. ذلكم خير لكم لو كنتم تعلمون * فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون. *وإذا رأوا تجارة أو لذاً انتشروا وتركوكم قائماً، فالله خير من اللذة أو التجارة، والله خير الرازقين.

انظر ايضا:

هل صلاة الجمعة للمسافر تقصر بصلاة العصر؟

وأما صلاة الجمعة للمسافر فهل تقصر بصلاة العصر؟ ويوضح أهل العلم أن المسافر لا تجب عليه صلاة الجمعة، إذ تسقط عنه صلاة الجمعة، وأنه يجوز له قصر صلاة الظهر بركعتين، ومنها قول الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله رحمه الله -: «ليس على المسافر أن يصلي الجمعة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في أسفاره». بل صلاة الظهر مختصرة.

كما يمكن للمسافر أن يجمع بين صلاة الظهر والعصر، إما مبكراً أو متأخراً، لكن الأفضل ألا يجمع بينهما إلا لحاجة إليه. ولهذا لما سئل شيخ الإسلام -رحمه الله- هل الأفضل الجمع بين الصلاتين أو القصر في الرحلة، أجاب:

“بل الأفضل أداء كل صلاة في وقتها إذا لم يكن من الضروري الجمع بينهما، لأن أكثر صلوات النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يصليها في السفر كان يصليها عليها” “مكانها أوقات ثابتة، ولكن بعضها جمع عدة مرات.” وهذا تمام الحديث عن صلاة الجمعة للمسافر. ويقصر مع التقدم في السن، والله أعلم.

انظر ايضا:

هل يجوز للمسافر أن يقصر صلاة العصر يوم الجمعة؟

وقصر الصلاة هو صلاة الأربع ركعات في ركعتين. ويستحب للمسافر عند أهل العلم قصر صلاة العصر، سواء كان يوم الجمعة أو أي يوم آخر.

والدليل على ذلك قوله تعالى: “وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة خشية أن يفتنكم الذين كفروا”. إن الكافرين لكم عدو مبين .

وما روي أيضاً عن يعلى بن أمية رضي الله عنه قال: سألت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قلت: ليس على من يلوم “فإن تقصر من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا” وقد عصم الله الناس؟ قال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه: عجبت مما أعجبت، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، فأجاب. : : «إنها صدقة أعطاك الله فاقبل صدقته».

انظر ايضا:

هل يجوز للمقيم أن يجمع بين صلاة الجمعة وصلاة العصر؟

وعلى قول جمهور العلماء، فإن الجمعة لا تقترن بالعصر لا للمسافر ولا للمقيم. وقد بين العلماء أن الأحاديث الصحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم تبين وجوب أداء الصلاة في وقتها، وأنه لا يجوز الجمع بين صلاة الظهر والعصر، ولا بين المغرب و صلاة العشاء إلا لعذر مقبول. اختلف العلماء في جواز صلاة الجمعة والعصر بعذر شرعي:

  • الحنابلة والمالكية: نهوا عن الجمع بين الصلاتين، ولم يجزوا حتى الجمع بين الظهر والعصر في المطر كعذر شرعي.
  • الحنفية: منعوا ذلك، ولم يسمحوا حتى بالجمع بين صلاة الظهر والعصر إلا في عرفات ومزدلفة للمناسك.
  • الشافعية: أجازوا الجمع بينهما، واعتبروا الجمعة فرعاً من صلاة الظهر، إذ تصلى الجمعة في الظهر وتكون بديلاً عنها في السفر.

ولهذا السبب منع الجمهور الجمع بين الأمرين، والأفضل عند أهل العلم اتباع رأي الجمهور تجنباً للاختلاف، وتقديم الاحتياط في العبادة.

ومنها قول الشيخ محمد العثيمين: “”لا يجوز الجمع بين صلاة العصر معها لأن صلاة الجمعة صلاة منفصلة مهما كانت شروطها وصورتها وأركانها وأجرها، ولأن ذلك”.” ولم تذكر السنة إلا الجمع بين صلاة الظهر والعصر، ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا يصح جمع العصر إلى الجمعة أبدا، فلا يصح قياس ذلك”. الجمعة ظهرا، لما ذكر من اختلاف بين الصلاتين، وحتى في الزمن المشهور عند المذهب الحنبلي، فهي من ارتفاع الشمس بقدر رمح إلى العصر والظهيرة هي من الظهر إلى العصر، ولا تصح صلاة الجمعة إلا في ذلك الوقت. فإذا خرج الوقت صلت الظهر، وصحت صلاة الظهر في ذلك الوقت، وصحت بعد ذلك أيضاً للعذر».

القرار بشأن صلاة الجمعة للمسافر

ويوضح العلماء أن صلاة الجمعة تسقط عن المسافر، وإذا كان المسافر مسافرا عبر بلد معين ويريد الحضور والمشاركة فيها فيكفيه ذلك عن صلاة الظهر للرسول صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وعليه وسلم، صلى الظهر في أسفاره ولم يصل الجمعة، ولذلك في حجة الوداع لم يصل الجمعة إلا صلاة الظهر.

انظر ايضا:

وبهذا نصل إلى نهاية المقال: هل صلاة الجمعة للمسافر تقصر بصلاة العصر؟ وقد عرضنا رأي أئمة العلماء والفقهاء على ما استند إليه كل فريق من العلماء، وما حكم صلاة الجمعة للإنسان المسلم؟