لقد طلقني زوجي عندما كان يشرب الخمر. هل سيتم الطلاق؟ إنه قرار شرعي إسلامي مهم لجميع المسلمين والمسلمات للحصول على الرأي الشرعي الصحيح في مسألة تحديد من يطلقها زوجها وهو سكير، أو ما يعرف بطلاق السكران في كتب الشريعة والدين. وسوف نقوم بتعريف الطلاق ودراسة ما إذا كان الطلاق في حالة الغضب صحيحا. كما سنذكر بعض الأقوال العلمية في موضوع تعاطي المخدرات وحكم الطلاق الثلاثي في ​​حالة السكر.

ما هو الطلاق؟

الطلاق هو انفصال الزوجين عن بعضهما البعض من خلال تلفظ الزوج بإحدى كلمات الطلاق التي تنهي الزواج بين الزوجين وتحرم الزوجة على الزوج، مثلاً أن يقول لها: “أنت طالق” أو قوله “لها” : “اذهب إلى بيت أهلك” والجدير بالذكر أن الطلاق حلال في الإسلام، وقد ورد في العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، منها:

  • قال تعالى في آخر التنزيل: {والمطلقة ترحل مع القراء الثلاثة ۚ ولا يحل لهم أن يؤتوهم ما خلق في الله. ۚ وبهم أحق بهم أنهم إذا أرادوا الصلاة ۚ وهم مثل الذي له نفس قوي حكيم * الطلاق مرتين فإمساك بإحسان أو إطلاق إحسان ولا يحل لك أن تأخذ مما أعطيتهم شيئاً إلا أن تخشى ألا يكفي. وأما حدود الله: فإن خفتم ألا يقيموا حدود الله فلا جناح عليهم فيما فدوا. هذه حدود الله فلا تتعداها. أولئك هم المجرمون } .
  • وعن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قالت: عن أبي بكر بن أبي الجهم قال: ذهبت أنا وأم سلمة إلى فاطمة بنت قيس، فقيل: “إن زوجها قد طلقها طلاقاً بائناً، وأمر أبا حفص بن عمر أن يرسل لها خمسة أوسق لنفقتها، فجاءت، فقال: لقد صدق، فعلي أن أنتظر في البيت عند ابن أم مكتوم”. “” مدة الانتظار في بيت ابن فلان “.

انظر ايضا:

لقد طلقني زوجي عندما كان يشرب الخمر. هل سيتم الطلاق؟

مسألة هل يطلق الرجل زوجته وهو في حالة سكر أو سكران هي مسألة اختلف فيها العلماء، وقد كان الخلاف بين أهل العلم على النحو التالي:

  • الرأي الأول: يصح طلاق السكران، وهو ما أخبرك به أبو الحنفية ومالك، وهو قول عند الشافعي وأحمد بن حنبل. والسبب في ذلك هو أن العقل قد فقد بالذنب، وفي هذه الحالة يكون الطلاق عقوبة لمن ارتكب تلك الذنب.
  • الرأي الثاني: لا يقع طلاق السكران، وهو قول الشافعية والحنابلة. وقد استدل أصحاب هذا الرأي بالعديد من التشريعات، منها:
    • قال الله تعالى في سورة النساء: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنباً إلا المارة حتى تغتسلوا}. ۚ وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا على التراب الطيب وامسحوا بوجوهكم وأيديكم واستغفروا.
    • قال الإمام البخاري: “قال عثمان: لا يجوز الطلاق لمجنون ولا سكير، وقال ابن عباس: لا يحل طلاق السكران ولا السكير”.

انظر ايضا:

أقوال العلماء في طلاق السكير

لقد كثرت أقوال أهل العلم في موضوع طلاق السكران في الإسلام، ومن هذه الأقوال سنلقي الضوء على النقاط التالية:

  • وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: «لا طلاق لمريض عقل أو سكير».

  • قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى: “اختلف العلماء في صحة طلاق السكران. ذهب جمهور العلماء إلى أن طلاقه صحيح بفعله، ولا تكون معصيته عذراً له في فسخ الطلاق، كما لا تكون عذراً له في ارتكاب فعل من قتل أو سرقة أو زنا أو غير ذلك. وذهب بعض العلماء إلى أن طلاق السكران لا يقع، وهذا هو المحفوظ للخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه. لأنه ليس له عقل، فلا يحاسب على كلامه الذي يضر غيره، والطلاق يضره ويضر غيره، فلا يؤاخذ عليه. فإن عقوبة السكير الجلد، وعقوبته ليس الطلاق، فعتقه وسائر أفعاله من بيع وشراء وعطاء ونحو ذلك كلها باطلة.

انظر ايضا:

هل يقع الطلاق عند الغضب؟

الطلاق الغضبي ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

طلق عندما تكون غاضبًا، ولكن ليس غاضبًا جدًا

ويقع الطلاق عند الغضب دون غضب شديد كما يقول جمهور العلماء. والدليل على ذلك ما رواه خولة بنت مالك بن ثعلبة، ويقال لها خويلة، قالت: ظهر لي أوس بن الصامت، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كان صلى الله عليه وسلم يشكو إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجادلني فيه فقال: اتق الله فإنه ابن عمك. قال: لا يجد أحدًا، قال: يا رسول الله، إنه شيخ كبير لا يستطيع الصوم، قال: مسكين ليس له ما يتصدق به، قلت: يا رسول الله يا رسول الله سأعطيه عرقاً آخر، قال: والعرق ستون صاعاً، والله تعالى أعلم.

طلاق الغضوب الذي غلب غضبه عقله

وذهب علماء المسلمين إلى أن طلاق الغضوب الذي غلب الغضب عقله هو طلاق لا يقع في الإسلام، وعلى هذا اتفق جمهور العلماء، وهو قول ابن الجوزي. القيم ابن عثيمين وابن تيمية رواه ابن قدامة والرحيباني. وذهب العلماء إلى أن سبب عدم وقوع الطلاق هو تشبيه هذا الشخص بالمجنون، وهو كشخص بلا سبب لا يدري ما يقول.

طلاق الغضوب الذي كان غضبه عظيما ولم يذهب عقله

اختلف علماء المسلمين في مسألة طلاق الغاضب الشديد الغضب ولم يفقد عقله، وذهبوا على وجهين ورأيين، وهما:

  • الرأي الأول: يقع طلاق الغضبان ولو اشتد الغضب، ما لم يفقد عقله. وقد اتفق على ذلك علماء الأئمة الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، واستدل أصحاب هذا الرأي بحديث عائشة أم المؤمنين الذي قالت فيه: «كانت جميلة». وتزوج أوس بن الصامت، ولما اشتد غضبه أظهر ذلك لامرأته، فأنزل الله تعالى عليه كفارة عناده.
  • الرأي الثاني: ذهب ابن تيمية وابن القيم وابن عابدين وابن باز وابن عثيمين إلى أنه لا يصح طلاق الغاضب الذي اشتد غضبه ولم يفقد عقله، وقالوا لا يقع الطلاق يجوز أن يمنعه الغضب الشديد الغضب من تحقيق نيته، ولو لم يفقد عقله تماماً، فهذا لا يصح، والله تعالى أعلم.

انظر ايضا:

الطلاق من متعاطي المخدرات

وإذا كان متعاطي المخدرات سكراناً وعقله مخموراً ولا يعي ما يفعل، ففي هذه الحالة لا يقع طلاقه. أما إذا كان عاقلاً في قوله فطلاقه صحيح، وقد ذهب بعض العلماء إلى أن طلاق متعاطي المخدرات يقع في أي حال وجد نفسه فيه، وقالوا: “لا تعتبر معصيته سبباً للإعفاء من العقاب”. عليه، وأصحاب هذا الرأي يرون أن الطلاق يقع.” وفي هذه الحالة، فهذا جزء من العقوبة. وفيما يلي سنذكر كلام الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في هذه المسألة الشرعية المهمة:

فإذا فقد عقله، ولو كان عاصياً، فإن طلاقه لا يقع من فتوى عثمان كما تقدم. وأما المعذور فمعنى: أعطاه ما يسكره بغير اختياره، أو شرب ما ظن أنه شراب صحي ويبدو أنه مسكر، ولم يقصده وعلم من حاله وحالته. من الدليل الحقيقي أنه لم يقصد ذلك، فلا يقع طلاقه كأنه مجنون؛ لأنه ليس بآثم، فلو شرب شيئاً يظن أنه ليس خمراً ويظن أنه شاي، أو أنه شراب فيتحول خمراً، فلا يقع عليه طلاقه؛ لأنه معذور، كالمريض العقلي، ولكن الخلاف أن العاصي الذي شرب المسكر عمداً ففقد عقله بسبب المسكر هو محل الخلاف، كما أن الراجح أيضاً أن لا يتم طلاقه. مثل الذي فقد عقله لأنه لم يفعل شيئًا.

انظر ايضا:

حكم الطلاق الثلاثي في ​​حالة سكر

مسألة الطلاق الثلاثي في ​​حالة السكر محل خلاف كبير بين العلماء. أولاً، اختلف العلماء في وقوع ثلاث طلاقات في وقت واحد، وثانياً، في وقوع الطلاق في حالة السكر، ويرجع الخلاف بين العلماء في وقوع ثلاث طلاقات في وقت واحد إلى أن جمهور العلماء ويعتقد آخرون أن الطلاق البائن يترتب عليه عقوبة شديدة إذا طلق الرجل زوجته ثلاث مرات في وقت واحد، ويعتقد آخرون أن هذه الطلاقات هي طلاق السكران. وقال بعضهم: إن هذا هو الحال، وأن المشقة لا تكون سببا في تخفيف وزر المذنب، ولن يحدث ذلك، والله تعالى أعلم.

وإلى هنا وصلنا إلى خاتمة وخاتمة هذا المقال حيث تحدثنا عن تعريف الطلاق وعن زوجي الذي طلقني وهو سكران. هل هناك طلاق؟ وتطرقنا فيه بالتفصيل إلى عدد من القرارات الشرعية المتعلقة بالطلاق، مثل: هل يقع الطلاق على الغاضبين، والطلاق على متعاطي المخدرات، وقرار الطلاق الثلاثي تحت تأثير الكحول.